أعود فأمرت من عندي أنا يسووا مجلسا لنا إلى وقت رجوعي فجئت إلى إبراهيم الموصلي فإذا الباب مفتوح والدهليز قد كنس والبواب قاعد فقلت ما خبر أستاذي فقال ادخل فدخلت فإذا هو جالس في رواق له وبين يديه قدور تغرغر وأباريق تزهر والستارة منصوبة والجواري خلفها وإذا قدامه طست فيه رطلية وكوز وكأس فدخلت أترنم ببعض الأصوات وقلت له ما بال الستارة لست أسمع من ورائها صوتا فقال اقعد ويحك إني أصبحت على الذي ظننت فأتاني خبر ضيعة تجاورني قد والله طلبتها زمانا وتمنيتها فلم أملكها وقد أعطي بها مائة ألف درهم فقلت وما يمنعك منها فوالله لقد أعطاك الله أضعاف هذا المال وأكثر قال صدقت ولكن لست أطيب نفسا أن أخرج هذا المال فقلت فمن يعطيك الساعة مائة ألف درهم والله ما أطمع في ذلك من الرشيد فكيف بمن دونه فقال اجلس خذ هذا الصوت ونقر بقضيب معه على الدواة وألقى علي .
صوت .
( نام الخَلِيُّون من هَمِّ ومن سَقَمِ ... وبِتُّ من كَثْرة الأحزان لم أَنَمِ ) .
( يا طالبَ الجود والمعروفِ مُجتهداً ... اعْمِدْ ليحني خليفِ الجود والكرم ) .
الشعر لأبي النضير والغناء لإبراهيم الموصلي ثقيل أول بالبنصر