صناعته فإذا انتقل عنها إلى غيرها لم يبلغ منها ما يبلغ من صناعته وكان جدك كرجل مفوه إن خطب أجزل وإن كتب رسالة أحسن وإن قال شعرا أحسن ولم يكن فيهم مثله .
أخبرني الحسين بن يحيى قال حدثنا حماد عن أبيه وأخبرني علي بن عبد العزيز عن ابن خرداذبه وأخبرني إسماعيل بن يونس عن عمر بن شبة جميعا عن إسحاق قال .
لم يكن الناس يعلمون الجارية الحسناء الغناء وإنما كانوا يعلمونه الصفر والسود وأول من علم الجواري المثمنات أبي فإنه بلغ بالقيان كل مبلغ ورفع من أقدارهن .
وفيه يقول أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة المهلبي وقد كان هوي جارية يقال لها أمان فأغلى بها مولاها السوم وجعل يرددها إلى إبراهيم وإسحاق ابنه فتأخذ عنهما فكلما زادت في الغناء زاد في سومه فقال أبو عيينة .
( قلتُ لما رأيتُ مولَى أمانٍ ... قد طَغَى سومُه بها طُغْيانَا ) .
( لا جَزَى الله المَوْصليّ أبا إسحاقَ ... عنّا خيراً ولا إحسانَا ) .
( جاءنا مُرسَلاً بوَحْيٍ من الشّيطان ... أغَلَى به علينا القِيانا ) .
( من عِناءٍ كأنه سَكَرات الحبّ ... يُصْبي القُلوبَ والآذانا ) .
وقال فيه ابن سيابة .
صوت .
( ما لإبراهيمَ في العِلْم ... بهذا الشأن ثاني ) .
( إنما عُمْر أبي إسحاق ... زَيْنٌ للزمان ) .
( جَنّة الدُّنْيا أبو إسحاق ... في كلّ مكان )