عليهما لأفعلن ولأصنعن فقلت نعم ثم بلغه أني دخلت عليهما وشربت معهما وكانا مستهترين بالنبيذ فضربني ثلاثمائة سوط وقيدني وحبسني .
قال أحمد بن إسماعيل في خبره قال عمي إسحاق فحدثني أبي .
أنه كان معهما في نزهة لهما ومعهم أبان الخادم فسعى بهما وبي إلى المهدي وحدثه بما كنا فيه فدعاني فسألني فأنكرت فأمر بي فجردت فضربت ثلاثمائة وستين سوطا فقلت له وهو يضربني أن جرمي ليس من الأجرام التي يحل لك بها سفك دمي والله لو كان سر ابنيك تحت قدمي ما رفعتهما عنه ولو قطعتا ولو فعلت ذلك لكنت في حالة أبان الساعي العبد فلما قلت له هذا ضربني بالسيف في جفنه فشجني به وسقطت مغشيا علي ساعة ثم فتحت عيني فوقعتا على عيني المهدي فرأيتهما عيني نادم وقال لعبد الله بن مالك خذه إليك .
قال وقبل ذلك ما تناول عبد الله ابن مالك السوط من يد سلام الأبرش فضربني فكان ضرب عبد الله عندي بعد ضرب سلام عافية ثم أخرجني عبد الله إلى داره وأنا أرى الدنيا في عيني صفراء وخضراء وحمراء من حر السوط وأمره أن يتخذ لي شبيها بالقبر فيصيرني فيه فدعا عبد الله بكبش فذبح وسلخ وألبسني جلده ليسكن الضرب ودفعني إلى خادم له يقال له أبو عثمان سعيد التركي فصيرني في ذلك القبر ووكل بي جارية له يقال لها جشة فتأذيت بنز كان في ذلك القبر وبالبق وكان فيه حلي أستريح إليه فقلت لجشة اطلبي لي آجرة عليها فحم وكندر يذهب عني هذا البق فأتتني بذلك فلما دخنت أظلم القبر علي وكادت نفسي تخرج من الغم فاسترحت من أذاه إلى النز فألصقت به أنفي حتى خف الدخان فلما ظننت أني قد استرحت مما