بالغناء وإنما ألتذه فلذلك تعلمته وأريد العود إلى الكوفة فلم أنتفع بذلك عنده وأخذني بملازمته وسألني من أين أنا فانتسبت إلى الموصل فلزمتني وعرفت بها ولم أزل عنده أثيرا مكرما حتى قدم عليه خادم من خدم المهدي فلما رآني عنده قال له أمير المؤمنين أحوج إلى هذا منك فدافعه عني فلما قدم الرسول على المهدي سأله عما رأى في طريقه ومقصده فأخبره بذلك حتى انتهى إلى ذكري فوصفني له فأمره المهدي بالرجوع إلى محمد وإشخاصي إليه ففعل ذلك وجاء فأشخصني إلى المهدي فحظيت عنده وقدمني .
قال وسواسة في خبره عن إسحاق فحدثني أبي قال .
كان أول هاشمي صحبته علي بن سليمان بن علي أخو جعفر ومحمد وكان فتاهم ظرفا ولهوا وسماحة ووصفني له جوانويه ومضى بي إليه فوقعت من قلبه كل موقع .
وأول خليفة سمعني المهدي وصفت له فأخذني من علي بن سليمان وما سمع قبلي من المغنين أحدا سوى فليح بن أبي العوراء وسياط فإن الفضل بن الربيع وصلهما به .
قال إسحاق فحدثني أبي قال كان المهدي لا يشرب فأرادني على ملازمته وترك الشرب فأبيت عليه وكنت أغيب عنه الأيام فإذا جئته جئته منتشيا فغاظه ذلك مني فضربني وحبسني فحذقت الكتابة والقراءة في الحبس ثم دعاني يوما فعاتبني على شربي في منازل الناس والتبذل معهم فقلت يا أمير المؤمنين إنما تعلمت هذه الصناعة للذتي وعشرتي لإخواني ولو أمكنني تركها لتركتها وجميع ما أنا فيه لله جل وعز فغضب غضبا شديدا وقال لا تدخل على موسى وهارون البتة فوالله لئن دخلت