علي دواج سمور له قيمة ومضى بالرسالة ورجع وقد وصله العامل بسبعة آلاف درهم وكساه كسوة كثيرة فجاءني إلى منزلي الذي كنت أسكنه فأقام عندي ثلاثة أيام ووهب لي نصف الكسوة التي معه وألفي درهم فكان ذلك أول ما اكتسبته بالغناء فقلت والله لا أنفق هذه الدراهم إلا على الصناعة التي أفادتنيها ووصف لي رجل بالأبلة يقال له جوانويه كان حاذقا فخرجت إليه وصحبت فتيانها فأخذت عنهم وغنيتهم فشغفوا بي .
إبراهيم وسبب اتصاله بالمهدي .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن جده قال .
لما أتيت جوانويه لم أصادفه في منزله فانتظرته حتى جاء فلما رآني احتشمني وكان مجوسيا فأخبرته بصناعتي والحال التي قصدته فيها فرحب بي وأفرد لي جناحا في داره ووكل بي أخته فقدمت إلي ما أحتاج إليه فلما كان العشي عاد إلى منزله ومعه جماعة من الفرس ممن يغني فنزلت إليه فجلسنا في مجلس قد صفي لنا فيه نبيذ وأعدت لنا فاكهة ورياحين فجلسنا وأخذوا في شأنهم وضربوا وغنوا فلم أجد عند أحد منهم فائدة وبلغت النوبة إلي فضربت وغنيت فقاموا كلهم إلي وقبلوا رأسي وقالوا سخرت منا نحن إلى تعليمك لنا أحوج منك إلينا فأقمت على تلك الحال أياما حتى بلغ محمد بن سليمان بن علي خبري فوجه إلي فأحضرني وأمرني بملازمته فقلت له أيها الأمير إني لست أتكسب