( أنا جت من طرق مَوْصل ... أحمل قلل خَمْرِيا ) .
( من شارب الملوك فلا ... بدّ من سُكْرِيا ) .
وما سمعت بهذه الحكاية إلا عنه وإنما ذكرتها على غثاثتها لشهرتها عند الناس وأنها عندهم كالصحيح من الرواية في نسبة إبراهيم إلى الموصل فذكرته دالا على عواره .
أخبرني الحسين بن يحيى المرداسي وابن أبي الأزهر قال حدثنا حماد ابن إسحاق عن أبيه قال أسلم أبي إلى الكتاب فكان لا يتعلم شيئا ولا يزال يضرب ويحبس ولا ينجع ذلك فيه فهرب إلى الموصل وهناك تعلم الغناء ثم صار إلى الري وتعلم بها أيضا ومهر وتزوج هناك امرأته دوشار وتفسير هذا الاسم أسدان وطال مقامه هناك وأخذ الغناء الفارسي والعربي وتزوج بها أيضا شاهك أم إسحاق ابنه وسائر ولده .
قال وفي دوشار هذه يقول إبراهيم وله فيه غناء من الهزج .
( دُوشَارُ يا سيّدتي ... يا غايتي ومُنْيتِي ) .
( ويا سروري من جميع ... الناس رُدِّي سِنَتي ) .
قال إسحاق وحدثني أبي قال أول شيء أعطيته بالغناء أني كنت بالري أنادم أهلها بالسوية لا أرزؤهم شيئا ولا أنفق إلا من بقية مال كان معي انصرفت به من الموصل فمر بنا خادم أنفذه أبو جعفر المنصور إلى بعض عماله برسالة فسمعني عند رجل من أهل الري فشغف بي وخلع