محمد ومحمد بن عبد الرحمن جميعا عن مطرف بن عبد الله عن عيسى بن يزيد قال .
وفد الوليد بن عقبة وكان جوادا على معاوية فقيل له هذا الوليد ابن عقبة بالباب فقال والله ليرجعن معطيا غير معطى فإنه الآن قد أتانا يقول علي دين وعلي كذا وكذا يا غلام ائذن له فأذن له فسأله وتحدث معه ثم قال أما والله إن كنا لنحب إيثار مالك بالوادي وقد أعجب أمير المؤمنين فإن رأيت أن تهبه ليزيد فعلت فقال الوليد هو ليزيد ثم خرج وجعل يختلف إلى معاوية أياما فقال له يوما انظر يا أمير المؤمنين في شأني فإن علي مؤونة وقد أرهقني دين فقال له معاوية ألا تستحي لحسبك ونسبك تأخذ ما تأخذ فتبذره ثم لا تنفك تشكو دينا فقال له الوليد أفعل ثم انطلق مكانه فصار إلى الجزيرة فقال .
( فإذا سُئلتَ تقول لا ... وإذا سألتَ تقول هاتِ ) .
( تأبَى فِعالَ الخيرِ لا ... تُرْوِي وأنت على الفُراتِ ) .
( أفَلاَ تَميل إلى نَعَمْ ... أو تَرْكِ لا حتى الممات ) .
قال فبلغ معاوية مقدمه الجزيرة فخافه وكتب إليه أن أقبل إلي فكتب إليه .
( أَعِفُّ وأَسَتحْيي كم قد أمرتَني ... فأعْطِ سوايَ ما بدا لك وانْحَلِ ) .
( سأحْدُو ركابي عنك إنّ عزيمتي ... إذا نابَني أمر كسَلّة مُنْصُلِ )