مالك يأخذ غناء الناس وأصواتهم .
وكان مالك طويلا أجنى فيه حول وقد قال قوم إن مالكا لم يصنع لحنا قط غير هذا أعني لا عيش إلا بمالك بن أبي السمح وإنه كان يأخذ غناء الناس فيزيد فيه وينقص منه وينسبه الناس إليه وكان إسحاق ينكر ذلك غاية الإنكار ويقول غناء مالك كله مذهب واحد لا تباين فيه ولو كان كما يقول الناس لاختلف غناؤه وإنما كان إذا غنى ألحان معبد الطوال خففها وحذف بعض نغمها وقال أطاله معبد ومططه وحذفته أنا وحسنته فأما ألا يكون صنع شيئا فلا .
أخبرني الحسين بن يحيى قال نسخت من كتاب حماد قرأت على أبي وذكر بكار بن النبال .
أن الوليد قال لمالك هل تصنع الغناء قال لا ولكني أزيد فيه وأنقص منه فقال له فأنت المحلي إذا .
قال إسحاق وذكر الحسن بن عتبة اللهبي عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الهاشمي الحارثي الذي يقال له سنابل وفيه يقول الشاعر .
( فإن هي ضَنَّتْ عنكَ أو حِيل دونَها ... فدَعْها وقُلْ في ابن الكرامِ سَنَابِلِ ) .
قال خرجت من مكة أريد أبا العباس أمير المؤمنين فمررت على المدينة فحملت معي مالك بن أبي السمح فسألته يوما عن بعض ما ينسب إليه من الغناء فقال يا أبا الفضل عليه وعليه إن كان غنى صوتا قط ولكني آخذه وأحسنه وأهيئه وأطيبه فأصيب ويخطئون فينسب إلي .
قال إسحاق وليس الأمر هكذا لمالك صنعة كثيرة حسنة وصنعته تجري في أسلوب واحد ويشبه بعضها بعضا ولو كان كما قيل لاختلف غناؤه .
وقد قيل إن مالكا كان ينتفي من الصنعة لأن أكثر الأشراف هناك كانوا ينكرون