فقالوا يا أمير المؤمنين اسقنا دم هذا المنافق قال الآن وقد أمنته وصار في منزلي وعلى بساطي قد أخرت الإذن له لتقتلوه فلم تفعلوا .
فاستأذنه ابن قيس الرقيات أن ينشده مديحه فأذن له فأنشده قصيدته التي يقول فيها .
( عاد له من كَثِيرةَ الطربُ ... فعينُه بالدموع تنسكبُ ) .
( كُوفيّةٌ نازحٌ مَحَلَّتُها ... لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ ) .
( والله ما إن صَبَتْ إليّ ولا ... إن كان بيني وبينها سببُ ) .
( إلا الذي أورثتْ كثيرةُ في القلب ... وللحّب سَوْرَةٌ عجبُ ) .
حتى قال فيها .
( إنّ الأعزَّ الذي أبوه أبو العاصي ... عليه الوقارُ والحُجُبُ ) .
( يعتدِل التاجُ فوق مَفْرِقِه ... على جَبينٍ كأنه الذهبُ ) .
فقال له عبد الملك يابن قيس تمدحني بالتاج كأني من العجم وتقول في مصعب .
( إنما مُصعَبٌ شِهابٌ من اللَّه ... تجلّت عن وجهه الظلماءُ ) .
( ملكُه ملك عِزَّةِ ليس فيه ... جبروتٌ منه ولا كِبرياءُ ) .
أما الأمان فقد سبق لك ولكن والله لا تأخذ مع المسلمين عطاء أبدا .
قال وقال ابن قيس الرقيات لعبد الله بن جعفر ما نفعني أماني