جعدة وعليه جبة كعب وفيها أثر الطعنة وكان محرما فلم يقدر على قتله فقال يا هذا ألا رقعت هذا الخرق الذي في جبتك وجعل يترصده بعد ذلك حتى بلغه بعد دهر أنه مر ببني جعدة فركب مالك بن عبد الله بن جعدة فرسا له وقد أخبر أن خليفا مر بجنباتهم فأدركه فقتله ثم قال بؤ بكعب .
ثم غزا نواحيهم عبد الله بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء جرما ونهدا وهم يومئذ في بني الحارث فناداهم بنو البكاء ليس معنا أحد من قومنا غيرنا وإن النهدي قتل صاحبنا محرما فقاتلهم نهد وجرم جميعا يومئذ وكان عبد الله بن ثور يومئذ على فرس ورد فأصابوا من نهد يومئذ غنيمة عظيمة وقتلوا قتلى كثيرة .
فقال عبد الله في ذلك .
( فسائِلْ بني جَرْمٍ إذا ما لقيتَهم ... ونَهْداً إذا حَحَتْ عليك بنو نهدِ ) .
( فإن يُخبروك الحقَّ عنا تَجدْهُم ... يقولون أَبلى صاحبُ الفرس الوَرْدِ ) .
يوم الفلج .
قال وأما يوم الفلج فإن بكر بن وائل بعثت عينا على بني كعب ابن ربيعة حتى جاء الفلج وهو ماء فوجد النعم بعضه قريبا من بعض ووجد الناس قد احتملوا فليس في النعم إلا من لا طباخ به من راع أو ضعيف فجاءهم عينهم بذلك فركبت بكر بن وائل يريدونهم حتى إذا كانوا منهم بحيث يسمعون أصواتهم سمعوا الصهيل وأصوات الرجال فقالوا لعينهم ما هذا ويلك قال والله ما أدري وإن هذا لمما لم أعهد فأرسلوا من يعلم علمهم فرجع فأخبرهم أن الرجال قد رجعوا ورأى جمعا عظيما وخيولا كثيرة فكروا راجعين من ليلتهم وأصبحت بنو