( أعني ابنَ عُرْوةَ إنَّه قد هَدّني ... فَقْدُ ابنِ عُرْوةَ هَدّةً لم تَقْصِدِ ) .
( فإِذا ذهبتُ إلى العَزاء أَرُومُه ... لِيَرَى المُكَاشِحُ بالعزاء تَجَلُّديِ ) .
( مَنَع التَّعَزِّيَ أَنَّني لِفراقه ... لَبِس العَدُوُّ عليّ جِلْدَ الأَرْبَدِ ) .
( ونأَى الصديقُ فلا صديقَ أَعُدُّه ... لدِفاع نائبةِ الزَّمان المُفْسِدِ ) .
( فلئن تركتُكَ يا محمد ثاوياً ... لِبِمَا تروح مع الكرامِ وتغتدي ) .
( كان الذي يَزَع العدوَّ بدفعه ... ويردّ نَخْوَةَ ذي المِرَاحِ الأَصْيَد ) .
( فمضى لوجهته وكلُّ مُعَمَّرِ ... يوماً سيُدْركُه حِمَامُ الموعد ) .
مدح عبد الملك بن مروان بعد مقتل ابن الزبير .
حدثني عمي قال حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا مصعب بن عبد الله عن أبيه .
أن إسماعيل بن يسار دخل على عبد الملك بن مروان لما أفضى إليه الأمر بعد مقتل عبد الله بن الزبير فسلم ووقف موقف المنشد واستأذن في الإنشاد فقال له عبد الملك الآن يابن يسار إنما أنت امرؤ زبيري فبأي لسان تنشد فقال له يا أمير المؤمنين أنا أصغر شأنا من ذلك وقد صفحت عن أعظم جرما وأكثر غناء لأعدائك مني وإنما أنا شاعر مضحك .
فتبسم عبد الملك وأومأ إليه الوليد بأن ينشد .
فابتدأ فأنشد قوله .
( أَلاَ يا لَقَوْمي لِلرُّقَاد المُسَهَّدِ ... ولِلماء ممنوعاً من الحائم الصَّدِي ) .
( ولِلحال بعد الحال يركبها الفتى ... ولِلحُبِّ بعد السَّلوْة المُتَمَرِّد ) .
( ولِلمرء يُلْحَى في التصابي وقبلَه ... صبا بالغواني كُلُّ قَرْمٍ مُمَجَّدِ )