اصطحب شيخ وشباب في سفينة من الكوفة فقال بعض الشباب للشيخ إن معنا قينة لنا ونحن نجلك ونحب أن نسمع غناءها .
قال الله المستعان فأنا أرقى على الأطلال وشأنكم .
فغنت .
( حتَّى إذا الصبحُ بَدَا ضوؤه ... وغارتِ الجوزاء والمرزمُ ) .
( أقبلت والوطء خفيٌّ كما ... ينساب من مكمنه الأرقمُ ) .
قال فألقى الشيخ بنفسه في الفرات وجعل يخبط بيديه ويقول أنا الأرقم أنا الأرقم فأدركوه وقد كاد يغرق فقالوا ما صنعت بنفسك فقال إني والله أعلم من معاني الشعر ما لا تعلمون .
أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبو مسلم المستملي عن المدائني قال .
مدح إسماعيل بن يسار النسائي رجلا من أهل المدينة يقال له عبد الله بن أنس وكان قد اتصل ببني مروان وأصاب منهم خيرا وكان إسماعيل صديقا له فرحل إلى دمشق إليه فأنشده مديحا له ومت إليه بالجوار والصداقة فلم يعطه شيئا .
فقال يهجوه .
( لَعَمْرُكَ ما إلى حَسَنٍ رَحَلْنا ... ولا زُرْنَا حُسَيْناً يابنَ أنْسِ ) .
يعني الحسن والحسين Bهما .
( ولا عبداً لعبدهما فنَحْظَى ... بحُسْنِ الحَظِّ منهم غيرَ بَخْسِ ) .
( ولكن ضُبَّ جَنْدَلةٍ أتينا ... مُضِبّاً في مَكَامِنِه يُفَسِّي )