وأخبرني أنه قد ناهز المائة فأقام عندي ثلاث سنين فأخذ عنه جواري كل ما كان معه من الغناء وانتشرت أغانيه بدمشق .
قال يوسف ثم قدم علينا شاب من المغنين مع علي بن زيد بن الفرج الحراني عند مقدم عنبسة بن إسحاق فسطاط مصر يقال له مونق فغناني من غناء فليح .
صوت .
( يا قُرّة العين اقْبَلي عُذْري ... ضاق بهِجرانكم صدري ) .
( لو هَلَك الهجرُ استراح الهوى ... ما لَقَى الوصلُ من الهجر ) .
ولحنه خفيف رمل فلم أر بين ما غناه وبين ما سمعته في دار أبي إسحاق فرقا فسألته من أين أخذه فقال أخذته بدمشق فعلمت أنه مما أخذه أهل دمشق عن فليح .
صوت من المائة المختارة .
( أفاطمَ إنّ النأْيَ يسلِي ذوي الهَوَى ... ونأيُكِ عنِّي زاد قلبي بكم وَجْدَا ) .
( أرى حَرَجاً ما نِلتُ من وُدّ غيركم ... ونافلةً ما نلتُ من ودّكم رُشْدَا ) .
( وما نلتقي من بعدِ نأْيٍ وفُرْقةٍ ... وشَحْط نَوًى إلاّ وجدتُ له بَرْدا ) .
( على كَبِدٍ قد كان يُبْدي بها الهوى ... نُدوباً وبعضُ القوم يحسَبُني جَلْدا ) .
عروضه من الطويل .
النأي البعد ومثله الشحط .
والحرج الضيق قال الله تعالى ( يجعل صدره ضيقا حرجا ) والندوب آثار الجراح واحدها ندب .
الشعر لإبراهيم بن هرمة .
والغناء في اللحن المختار على ما ذكره