روايته فليح الستارة فكان فليح أول مغن عاين وجهه في مجلسهم .
أخبرني رضوان قال حدثني يوسف بن إبراهيم قال حدثني بعد قدومي فسطاط مصر زياد بن أبي الخطاب كاتب مسرور خادم الرشيد قال سمعت محبوب بن الهفتي يحدث أبي قال .
دعاني محمد بن سليمان بن علي فقال لي قد قدم فليح من الحجاز ونزل عند مسجد ابن رغبان فصر إليه فأعلمه أنه إن جاءني قبل أن يدخل إلى الرشيد خلعت عليه خلعة سرية من ثيابي ووهبت له خمسة آلاف درهم .
فمضيت إليه فخبرته بذلك فأجابني إليه إجابة مسرور به نشيط له .
وخرج معي فعدل إلى حمام كان بقربه فدعا القيم فأعطاه درهمين وسأله أن يجيئه بشيء يأكله ونبيذ يشربه فجاءه برأس كأنه رأس عجل ونبيذ دوشابي غليظ مسحوري رديء فقلت له لا تفعل وجهدت به ألا يأكل ولا يشرب إلا عند محمد بن سليمان فلم يلتفت إلي وأكل ذلك الرأس وشرب من ذلك النبيذ الغليظ حتى طابت نفسه وغنى وغنى القيم معه مليا ثم خاطب القيم بما أغضبه وتلاحيا وتواثبا فأخذ القيم شيئا فضربه به على رأسه فشجه حتى جرى دمه .
فلما رأى الدم على وجهه اضطرب وجزع وقام يغسل جرحه ودعا بصوفة محرقة وزيت وعصبه وتعمم وقام معي .
فلما دخلنا دار محمد بن سليمان ورأى الفرش والآلة وحضر الطعام فرأى سروه وطيبه وحضر النبيذ وآلته ومدت الستائر وغنى الجواري أقبل علي وقال يا مجنون سألتك بالله أيما أحق بالعربدة وأولى مجلس القيم أم مجلس الأمير فقلت وكأنه لا بد من عربدة قال لا والله مالي منها بد فأخرجتها من