قال حدثني محمد بن محمد العنبسي قال حدثني محمد بن الوليد الزبيري قال .
سمعت كثير بن المحول يقول كان مغنيان بالمدينة يقال لأحدهما فليح بن أبي العوراء والآخر سليمان بن سليم فخرج إليهما رسول الرشيد يقول لفليح غناؤك من حلق أبي صدقة أحسن منه من حلقك فعلمه إياه قال وكان يغني صوتا يجيده وهو .
( خيرُ ما نَشْرَبُها بالبُكَرْ ... ) .
قال فقال فليح للرسول قل له حسبك .
قال فسمعنا ضحكة من وراء الستارة .
تفرده برؤية المهدي وهو يغني .
أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي قال حدثنا الفضل بن الربيع .
أن المهدي كان يسمع المغنين جميعا ويحضرون مجلسه فيغنونه من وراء الستارة لا يرون له وجها إلا فليح بن أبي العوراء فإن عبد الله بن مصعب الزبيري كان يرويه شعره ويغني فيه في مدائحه للمهدي فدس في أضعافها بيتين يسأله فيهما أن ينادمه وسأل فليحا أن يغنيهما في أضعاف أغانيه وهما .
صوت .
( يا أمين الإِلهِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ ... على الخَلْقِ وابنَ عَمِّ الرَّسُولِ ) .
( مجلساً بالعَشِيِّ عندك في المَيْدَانِ ... أبغِي والإِذْنَ لي في الوُصُولِ ) .
فغناه فليح إياهما .
فقال المهدي يا فضل أجب عبد الله إلى ما سأل وأحضره مجلسي إذا حضره أهلي وموالي وجلست لهم وزده على ذلك أن ترفع بيني وبين