عياش السعدي قال .
جاء عبد الله بن عمر العبلي إلى سويقة وهو طريد بن العباس وذلك بعقب أيام بني أمية وابتداء خروج ملكهم إلى بني العباس فقصد عبد الله وحسنا ابني الحسن بن حسن بسويقة فاستنشده عبد الله بن حسن شيئا من شعره فأنشده فقال له أريد أن تنشدني شيئا مما رثيت به قومك فأنشده قوله .
( تقول أمامةُ لمّا رأتْ ... نُشُوزِي عن المَضْجَع الأَنْفَسِ ) .
( وقِلَّةَ نَوْمي على مضجعي ... لدي هَجْعةِ الأَعْيُنِ النُّعَّس ) .
( أبي ما عَرَاك فقلتُ الهُموم ... عَرَوْن أباكِ فلا تَبْلِسي ) .
( عَرَوْنَ أباكِ فحبَّسْنَه ... من الذُّلِّ في شِرّ ما مَحْبِسِ ) .
( لِفَقْدِ الأحِبَّة إذ نالها ... سهامٌ من الحَدَث المُبْئسِ ) .
( رمتْها المَنُونُ بلا نُكَّلٍ ... ولا طائشاتٍ ولا نُكَّسِ ) .
( بأسْهُمِها المُتْلِفاتِ النفوسِ ... متى ما تُصِبْ مُهْجةً تَخْلِسِ ) .
( فصَرَّعْنَهمْ في نَواحي البلادِ ... مُلَقًّى بأرْضٍ ولم يُرْسَسِ ) .
( تَقِيٍّ أصِيبَ وأثوابهُ ... من العَيْبِ والعارِ لم تَدْنَسِ ) .
( وآخَرُ قد دُسَّ في حُفْرةٍ ... وآخرَ قد طار لم يُحْسَسِ ) .
( إذا عنّ ذِكْرُهُمُ لم يَنَمْ ... أبوكِ وأَوْحَشَ في المَجْلِسِ ) .
( فذاك الذي غالني فاعلمي ... ولا تسألي بامرىءٍ مُتْعَسِ )