قال هو لي قلت ورب هذه البنية لا تبرح حتى تغنيه .
قال ورب هذه البنية لا تبرح حتى تسمعه .
قال ثم قلب إحدى نعليه وأخذ بعقب الأخرى وجعل يقرع بحرفها على الأخرى ويغنيه حتى أتى عليه فأخذته منه .
قال ابن جبر وأخذته أنا من إبراهيم بن المهدي .
محمد بن عمران يقبل شهادته بعد أن ردها .
أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي قال حدثني دنية المدني صاحب العباسة بنت المهدي وكان آدب من قدم علينا من أهل الحجاز .
أن أبا سعيد مولى فائد حضر مجلس محمد بن عمران التيمي قاضي المدينة لأبي جعفر وكان مقدما لأبي سعيد .
فقال له ابن عمران التيمي يا أبا سعيد أنت القائل .
( لقد طفتُ سبعاً قلتُ لمّا قضيتُها ... ألا ليت هذا لا عَليَّ ولا لِيَا ) .
فقال أي لعمر أبيك وإني لأدمجه إدماجا من لؤلؤ .
فرد محمد بن عمران شهادته في ذلك المجلس .
وقام أبو سعيد من مجلسه مغضبا وحلف ألا يشهد عنده أبدا .
فأنكر أهل المدينة على ابن عمران رده شهادته وقالوا عرضت حقوقنا للتوى وأموالنا للتلف لأنا كنا نشهد هذا الرجل لعلمنا بما كنت عليه والقضاة قبلك من الثقة به وتقديمه وتعديله .
فندم ابن عمران بعد ذلك على رد شهادته ووجه إليه يسأله حضور مجلسه والشهادة عنده ليقضي بشهادته فامتنع وذكر أنه لا يقدر على حضور مجلسه ليمين لزمته إن حضره حنث .
قال فكان ابن عمران بعد ذلك إذا ادعى أحد عنده شهادة أبي سعيد صار إليه إلى منزله أو مكانه من المسجد حتى يسمع منه ويسأله عما يشهد به فيخبره .
وكان محمد بن عمران كثير اللحم