( فَسَلَّمْنَ تسليماً خفيّاً وسَقَّطَتْ ... مَصَاعِبةٌ ظُلْعٌ مِنَ السير حُسَّرُ ) .
( لها أَرَجٌ من زاهر البَقْلِ والثَّرَى ... وبُرْدٌ إذا ما باشر الجِلْدَ يَخْصَرُ ) .
( فقالتْ لِتِرْبَيْها الغداةَ تَبَقَيَّا ... بعينٍ ولا تَسْتبعِدَا حين أُبْصِرُ ) .
( ولا تُظْهِرَا بُرْدَيْكما وعليكما ... كِساءانِ من خَزٍّ بنَقْشٍ وأخضرُ ) .
( فعَدِّي فما هذا العتابُ بنافعٍ ... هوايَ ولا مُرْجِي الهوى حين يُقْصِر ) .
فقال له سليمان حق لك يا دلال أن يقال لك الدلال أحسنت وأجملت فوالله ما أدري أي أمريك أعجب أسرعة جوابك وجودة فهمك أم حسن غنائك بل جميعا عجب وأمر له بصلة سنية .
فأقام عنده شهرا يشرب على غنائه ثم سرحه إلى الحجاز مكرما .
قصة الشامي الذي أراد أن يتزوج من المدينة .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن الأصمعي قال .
حج هشام بن عبد الملك فلما قدم المدينة نزل رجل من أشراف أهل الشأم وقوادهم بجنب دار الدلال فكان الشامي يسمع غناء الدلال ويصغي إليه ويصعد فوق السطح ليقرب من الصوت ثم بعث إلى الدلال إما أن تزورنا وإما أن نزورك فبعث إليه الدلال بل تزورنا .
فتهيأ الشامي ومضى إليه وكان للشامي غلمان روقة فمضى معه بغلامين منهم كأنهما درتان .
فغناه الدلال .
( قد كنتُ آمُلُ فيكُم أمَلاً ... والمرءُ ليس بمُدْرِكِ أمَلَهْ ) .
( حتّى بدا لي منكم خُلُفٌ ... فزجرتُ قلبي عن هوىً جَهِلَهْ ) .
( ليس الفتى بمُخَلَّدٍ أبداً ... حَقّاً وليس بفائتِ أجَلَهْ )