لحن الدلال في هذه الأبيات هزج بالبنصر عن يحيى المكي وحماد .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أبي عبد الله الجمحي عن محمد بن عثمان عن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت عمي عتبة يقول حدثني مولى للوليد بن عبد الملك قال .
كان الدلال ظريفا جميلا حسن البيان من أحضر الناس جوابا وأحجهم وكان سليمان بن عبد الملك قد رق له حين خصي غلطا فوجه إليه مولى له وقال له جئني به سرا وكانت تبلغه نوادره وطيبه وحذر رسوله أن يعلم بذلك أحد .
فنفذ المولى إليه وأعلمه ما أمره به وأمره بالكتمان وحذر أن يقف على مقصده أحد ففعل .
وخرج به إلى الشام فلما قدم أنزله المولى منزله وأعلم سليمان بمكانه فدعا به ليلا فقال ويلك ما خبرك فقال جببت من القبل مرة أخرى يا أمير المؤمنين فهل تريد أن تجبني المرة من الدبر فضحك وقال اعزب أخزاك الله ثم قال له غن .
فقال لا أحسن إلا بالدف .
فأمر فأتي له بدف فغنى في شعر العرجي .
( أفي رسمِ دارٍ دَمْعُكَ المُتَحَدِّرُ ... سَفَاهاً وما استنطاقُ ما ليس يُخْبِرُ ) .
( تغيَّر ذاك الربعُ من بعد جِدَّةٍ ... وكلُّ جديدٍ مَرّةً متغيِّرُ ) .
( لأسماءَ إذ قلبي بأسماءَ مُغْرَمٌ ... وما ذِكْرُ أسماءَ الجميلةِ مُهْجَرُ ) .
( ومَمْشَى ثَلاثٍ بعد هَدْءٍ كَوَاعبٍ ... كمثل الدُّمَى بل هُنّ من ذاك أنضَرُ )