من في المسجد فرفعنا رؤوسنا وهو ساجد وهو يقول في سجوده رافعا بذلك صوته سبح لك أعلاي وأسفلي فلم يبق في المسجد أحد إلا فتن وقطع صلاته بالضحك .
أخبرني الحسين عن حماد عن أبيه عن المدائني عن أشياخه .
أن عبد الله بن جعفر قال لصديق له لو غنتك جاريتي فلانه .
( لِمَنْ رَبْعٌ بذات الجيش ... أمسَى دارساً خَلَقَا ) .
لما أدركت دكانك .
فقال جعلت فداك قد وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير .
فقال عبد الله يا غلام مر فلانة أن تخرج فخرجت معها عودها .
فقال عبد الله إن هذا الشيخ يكره السماع .
فقالت ويحه لو كره الطعام والشراب كان أقرب له إلى الصواب فقال الشيخ فكيف ذاك وبهما الحياة فقالت إنهما ربما قتلا وهذا لا يقتل .
فقال عبد الله غني .
( لِمَنْ ربعٌ بذات الجيش ... أمسى دارساً خَلَقاَ ) .
فغنت فجعل الشيخ يصفق ويرقص ويقول .
( هذا أوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ ... ) .
ويحرك رأسه ويدور حتى وقع مغشيا عليه وعبد الله بن جعفر يضحك منه