المال فغضب من ذلك فخرج حتى قدم على الفرزدق بالبصرة وأهدى إليه وألطفه فقبل منه ثم جلسا يتحدثان فقال الفرزدق ممن أنت قال من الأنصار .
قال ما أقدمك قال جئت مستجيرا بالله D ثم وبك من رجل هجاني .
قال قد أجارك الله منه وكفاك مؤنته فأين أنت عن الأحوص قال هو الذي هجاني .
فأطرق ساعة ثم قال أليس هو الذي يقول .
( ألاَ قِفْ بِرَسْم الدَّارِ فاسْتَنْطِقِ الرّسْمَا ... فقَدْ هاج أحزاني وذَكَّرَني نُعْمَا ) .
قال بلى .
قال فلا والله لا أهجو رجلا هذا شعره .
فخرج ابن بشير فاشترى أفضل من الشراء الأول من الهدايا فقدم بها على جرير فأخذها وقال له ما أقدمك قال جشت مستجيرا بالله بولك من رجل هجاني .
فقال قد أجارك الله D منه وكفاك أين أنت عن ابن عمك الأحوص بن محمد قال هو الذي هجاني .
قال فأطرق ساعة ثم قال أليس هو الذي يقول .
( تَمَشَّى بشَتْمِي في أَكَارِيسِ مالكٍ ... تُشِيدُ به كالكَلْبِ إذ يَنْبَحُ النَّجْمَا ) .
( فما أنا بالمخْسُوسِ في جِذْمِ مالكٍ ... ولا بالمُسَمَّى ثم يَلْتَزِمُ الإِسْمَا ) .
( ولكنّ بيتِي إنْ سألتَ وجدتَه ... تَوَسَّطَ منها العِزَّ والحَسَبَ الضَّخْمَا ) .
قال بلى والله .
قال فلا والله لا أهجو شاعرا هذا شعره .
قال فاشترى أفضل من تلك الهدايا وقدم على الأحوص فأهداها إليه وصالحه .
نسبة ما في هذا الخبر من الغناء .
صوت .
( ألاَ قِفْ بِرَسْمِ الدَّارِ فاسْتَنْطِقِ الرّسْمَا ... فقد هاجَ أحزاني وذكَّرني نُعْمَا )