مما يلي مسجد الأحزاب فلما نظر إلى يحيى بن الحكم جلس فاستراب به فوجه أعوانه في طلبه فأتي به كأنه امرأة في ثياب مصبغة مصقولة وهو ممتشط مختضب .
فقال له أعوانه هذا ابن نغاش المخنث .
فقال له ما أحسبك تقرأ من كتاب الله D شيئا إقرأ أم القرآن .
فقال يا أبانا لو عرفت أمهن عرفت البنات .
فقال له أتتهزأ بالقرآن لا أم لك وأمر به فضربت عنقه .
وصاح في المخنثين من جاء بواحد منهم فله ثلاثمائة درهم .
قال زرجون المخنث فخرجت بعد ذلك أريد العالية فإذا بصوت دف أعجبني فدنوت من الباب حتى فهمت نغمات قوم آنس بهم ففتحته ودخلت فإذا بطويس قائم في يده الدف يتغنى فلما رآني قال لي إيه يا زرجون قتل يحيى بن الحكم ابن نغاش قلت نعم قال وجعل في المخنثين ثلاثمائة درهم قلت نعم .
فادفع يغني .
( ما بالُ أهلكِ يا رباب ... خُزْراً كأنّهمُ غِضابُ ) .
( إن زرتُ أهلكِ أوعدوا ... وتَهِرّ دونهمُ كِلابُ ) .
ثم قال ويحك أفما جعل في زيادة ولا فضلني عليهم في الجعل بفضلي شيئا .
أخبرني محمد بن عمرو العتابي قال حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان ولم أسمعه أنا من محمد بن خلف قال حدثني إسحاق بن محمد بن أبان الكوفي قال حدثني حسين بن دحمان الأشقر قال .
كنت بالمدينة فخلا لي الطريق وسط النهار فجعلت أتغنى .
( ما بالُ أهلكِ يا رَبابُ ... خُزْراً كأنّهم غِضابُ )