قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون معلمون .
فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد يغني مدينة الحبشة لجالدنا معك حتى تبلغه .
فقام رسول الله خيرا ودعا له بخير .
حدثنا محمد قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى قال حدثنا المخارق عن طارق عن عبد الله بن مسعود قال .
شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما في الأرض من كل شيء كان رجلا فارسا وكان رسول الله إذا غضب احمارت وجنتاه فأتاه المقداد على تلك الحال فقال أبشر يا رسول الله فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون لكن والذي بعثك بالحق لنكونن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وشمالك أو يفتح الله تبارك وتعالى .
رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق .
ثم قال رسول الله ( أشيروا علي أيها الناس ) وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم كانوا عدد الناس وأنهم حين بايعوا بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصير إلى دارنا فإذا وصلت فأنت في ذمامنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأبناءنا ونساءنا .
فكان رسول الله يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو في غير بلادهم .
فلما قال ذلك رسول الله قال له سعد بن معاذ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله .
قال ( أجل ) .
قال فقد آمنا بك يا رسول الله وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة