فيضع فمه على أذني ثم يغنيني .
( سَيُعْرَضُ عن ذِكْرِي وتُنْسَى مَوَدّتي ... ويَحْدِثُ بعدي للخليلِ خليلُ ) .
( إذَا ما انقضتْ عنِّي مِنَ الدَّهْرِ مُدَّتِي ... فإنَّ غَنَاءَ الباكياتِ قَليلُ ) .
وأخبرني به أبو الحسن الأسدي قال حدثنا محمد بن صالح بن النطاح قال قال بشر بن الوليد لأبي العتاهية عند الموت ما تشتهي فذكر مثل الأول .
وأخبرني به ابن عمار أبو العباس عن ابن أبي سعد عن محمد بن صالح أن بشرا قال ذلك لأبي العتاهية عند الموت فأجابه بهذا الجواب .
آخر شعر قاله قبل موته .
نسخت من كتاب هارون بن علي حدثني علي بن مهدي قال حدثني عبد الله بن عطية قال حدثني محمد بن أبي العتاهية قال آخر شعر قاله أبي في مرضه الذي مات فيه .
( إلهي لا تُعَذَّبْنِي فإِنِّي ... مُقِرٌّ بالَّذي قد كان مِنِّي ) .
( فما لي حيلةٌ إلاّ رجائي ... لِعَفْوِك إنْ عَفَوْتَ وحُسْنُ ظَنِّي ) .
( وكَم مِنْ زَلَةٍ لي في الخَطَايا ... وأنتَ عليَّ ذو فَضْلٍ ومَنِّ ) .
( إذَا فَكَّرتُ في نَدَمي عليها ... عَضِضْتُ أَنامِلي وقَرَعْتُ سِنِّي ) .
( أجنُّ بِزَهْرةِ الدُّنْيا جُنونا ... وأَقْطَعُ طولَ عُمْري بالتَّمنِّي ) .
( ولَوْ أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهْدَ عنها ... قلبتُ لأهلِها ظَهْرَ المِجَنِّ ) .
( يَظُنّ الناسُ بي خيراً وإِنِّي ... لَشَرُّ الخَلْقِ إنْ لم تَعْفُ عنِّي )