حدثني الصولي قال حدثنا محمد بن موسى قال حدثنا محمد بن صالح العدوي قال أخبرني أبو العتاهية قال .
كان الرشيد مما يعجبه غناء الملاحين في الزلالات إذا ركبها وكان يتأذى بفساد كلامهم ولحنهم فقال قولوا لمن معنا من الشعراء يعملوا لهؤلاء شعرا يغنون فيه فقيل له ليس أحد أقدر على هذا من أبي العتاهية وهو في الحبس .
قال فوجه إلي الرشيد قل شعرا حتى أسمعه منهم ولم يأمر بإطلاقي فغاظني ذلك فقلت والله لأقولن شعرا يحزنه ولا يسر به فعملت شعرا ودفعته إلى من حفظه الملاحين .
فلما ركب الحراقة سمعه وهو .
( خانَك الطَّرْفُ الطَّمُوحُ ... أيُّها القَلبُ الجَمُوحُ ) .
( لِدَوَاعِي الخَيْرِ والشّرِّ ... دُنُوٌّ ونُزُوحُ ) .
( هلْ لمطلوبٍ بِذَنْبٍ ... توبةٌ منه نصُوحُ ) .
( كيف إصلاحُ قُلُوبٍ ... إنّما هُنَّ قُروحُ ) .
( أَحْسَنَ اللهُ بنا أَنَّ ... الخَطَايَا لا تَفُوحُ ) .
( فإذَا المستورُ مِنَّا ... بينَ ثَوْبَيْهِ نَضُوحُ ) .
( كَمْ رأينا مِنْ عَزِيزٍ ... طُوِيتْ عنه الكشُوحُ ) .
( صاحَ منه بِرَحِيلٍ ... صائحُ الدَّهْرِ الصَّدُوحُ ) .
( موتُ بعضِ الناسِ في الأرْضِ ... على قومٍ فُتُوحُ )