قدم العتابي الشاعر على المأمون فأنزله على إسحاق بن إبراهيم فأنزله على كاتبه ثوابة بن يونس وكنا نختلف إليه نكتب عنه .
فجرى ذات يوم ذكر الشعراء فقال لكم يأهل العراق شاعر منوه الكنية ما فعل فذكر القوم أبا نواس فانتهرهم ونفض يده وقال ليس ذلك حتى طال الكلام .
فقلت لعلك تريد أبا العتاهية .
فقال نعم ذاك أشعر الأولين والآخرين في وقته .
أخبرني محمد بن عمران قال حدثني العنزي قال حدثني محمد بن إسحاق عن علي بن عبد الله الكندي قال .
جلس أبو العتاهية يوما يعذل أبا نواس ويلومه في استماع الغناء ومجالسته لأصحابه فقال له أبو نواس .
( أَتُرَانِي يا عَتَاهِي ... تاركاً تلك المَلاَهِي ) .
( أتُراني مفْسِداً بالنُّسْكِ ... عند القوم جاهي ) .
قال فوثب أبو العتاهية وقال لا بارك الله عليك وجعل أبو نواس يضحك .
إبراهيم بن المهدي يتهمه بالزندقة .
أخبرني جحظة قال حدثني هبة الله بن إبراهيم بن المهدي قال .
بلغ أبا العتاهية أن أبي رماه في مجلسه بالزندقة وذكره بها فبعث إليه يعاتبه على لسان إسحاق الموصلي فأدى إليه إسحاق الرسالة فكتب إليه أبي .
( إنّ المنيَّة أَمهلتْك عَتَاهِي ... والموتُ لا يسهو وقلبُك ساهِي )