( إنّ المنونَ غُدُوَّها ورَواحَها ... في الناس دائبة تُجِيل قِداحَها ) .
( يا ساكنَ الدنيا لقد أُّوطنتَها ... ولَتَنْزَحَنّ وإن كرِهت نَزَاحَها ) .
فأطرق عبيد الله ينظر إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه فقال .
( خُذْ لا أبالك للمنيّة عُدَّةً ... واحْتَلْ لنفسك إن أَردتَ صلاحَها ) .
( لا تَغْتَرِرْ فكأنَّني بُعُقاب رَيب ... الموت قد نَشَرتْ عليك جَنَاحَهَا ) .
قال ثم سمعت الناس ينحلون أبا العتاهية هذه الأربعة الأبيات كلها وليس له إلا البيتان الأولان .
خبره في السجن مع داعية عيسى بن زيد .
أخبرني عمي الحسن بن محمد قال حدثنا ميمون بن هارون قال حدثني إبراهيم بن رباح قال أخبرني إبراهيم بن عبد الله وأخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا هارون بن مخارق قال حدثني إبراهيم بن دسكرة وأخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ قال .
قال أبو العتاهية حبسني الرشيد لما تركت قول الشعر فأدخلت السجن وأغلق الباب علي فدهشت كما يدهش مثلي لتلك الحال وإذا أنا برجل جالس في جانب الحبس مقيد فجعلت أنظر إليه ساعة ثم تمثل .
صوت .
( تَعوّدَتُ مُرَّ الصبر حتى أَلِفْتُهُ ... وأسلمني حسنُ العَزاء إلى الصبرِ ) .
( وصيّرني يأسى من النَّاس راجياً ... لحُسْن صنيعِ الله من حيثُ لا أدري ) .
فقلت له أعد يرحمك الله هذين البيتين .
فقال لي ويلك أبا العتاهية ما أسوأ