( أفناه مَنْ لم يَزَلْ يُفْنِي القُرونَ فَقَدْ ... أضحى وأصبح عنه الملكُ قد زالا ) .
( كم من ملوكٍ مضى رَيْبُ الزمان بهم ... فأصبحوا عِيَراً فينا وأَمثالاَ ) .
فاستحسنها وقال أنت تعرف شغلي فعد إلي في وقت فراغي اقعد معك وآنس بك .
فلم أزل أراقب أيامه حتى كان يوم فراغه فصرت إليه فبينما هو مقبل علي يستنشدني ويسألني فأحدثه إذ أنشدته .
( ولّى الشبابُ فماله من حِيلةٍ ... وكَسَا ذُؤَابَتِيَ المشيبُ خمارَا ) .
( أين البرامكةُ الذين عَهِدْتُهمْ ... بالأمسِ أعظمَ أهْلِها أَخطارا ) .
فلما سمع ذكرى البرامكة تغير لونه ورأيت الكراهية في وجهه فما رأيت منه خيرا بعد ذلك .
قال وكان أبو العتاهية يحدث هذا الحديث ابن الحسن بن سهل فقال له لئن كان ذلك ضرك عند الفضل بن الربيع لقد نفعك عندنا فأمر له بعشرة آلاف درهم وعشرة أثواب وأجرى له كل شهر ثلاثة آلاف درهم فلم يزل يقبلها دارة إلي أن مات .
قال عبد الله بن الحسن بن سهل وسمعت عمرو بن مسعدة يقول قال لي أخي مجاشع بينما أنا في بيتي إذ جاءتني رقعة من أبي العتاهية فيها .
( خليلٌ لي أُكَاتُمه ... أَراني لا أُلائِمُهُ ) .
( خليلٌ لا تَهُبَ الرِّيحُ ... إلاّ هبّ لائِمهُ ) .
( كذا منْ نال سلطاناً ... ومن كَثْرتْ دراهمهُ ) .
قال فبعثت إليه فأتاني فقلت له أما رعيت حقا ولا ذماما ولا مودة فقال لي ما قلت سوءا قلت فما حملك على هذا قال أغيب عنك عشرة أيام فلا تسأل