( ولقلّما تُبْقي الخطوبُ على ... أشَرِ الشّبابِ وحَرِّ وَقْدته ) .
( عَجَباً لمنتبِهٍ يُضَيّع ما ... يحتاج فيه ليوم رَقْدته ) .
قال اليزيدي قال عمي وحدثني الحسين بن الضحاك قال .
كنت مع أبي نواس فأنشدني أبياته التي يقول فيها .
( يا بني النقصِ والغِيَرْ ... وبني الضعف والخَوَرْ ) .
فلما فرغ منها قال لي يا أبا علي والله لكأنها من كلام صاحبك يعني أبا العتاهية .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني حذيفة بن محمد الطائي قال حدثني أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي قال .
حججت فرأيت أبا العتاهية واقفا على أعرابي في ظل ميل وعليه شملة إذا غطى بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطى رجليه بدا رأسه .
فقال له أبو العتاهية كيف اخترت هذا البلد القفر على البلدان المخصبة فقال له يا هذا لولا أن الله أقنع بعض العباد بشر البلاد ما وسع خير البلاد جميع العباد فقال له فمن أين معاشكم فقال منكم معشر الحاج تمرون بنا فننال من فضولكم وتنصرفون فيكون ذلك .
فقال له إنما نمر وننصرف في وقت من السنة فمن أين معاشكم فأطرق الأعرابي ثم قال لا والله لا أدري ما أقول إلا أنا نرزق من حيث لا نحتسب أكثر مما نرزق من حيث نحتسب .
فولى أبو العتاهية وهو يقول .
( ألاَ يا طالبَ الدُّنيا ... دَعِ الدنيا لشانِيكَا ) .
( وما تصنَعُ بالدنيا ... وظِلُّ المِيل يَكْفِيكَا )