لقيني أبو العتاهية فقال بلغني أنك خرجت قولي .
( قال لي أحمدٌ ولم يَدْرِ ما بي ... أتُحِبُّ الغداةَ عُتْبةَ حَقَّا ) .
فقلت نعم .
فقال غنه .
فملت معه إلى خراب فيه قوم فقراء سكان فغنيته إياه فقال أحسنت والله منذ ابتدأت حتى سكت ثم قال لي أما ترى ما فعل الملك بأهل هذا الخراب .
أخبرني جحظة قال حدثني ميمون بن هارون قال .
قال مخارق لقيت أبا العتاهية على الجسر فقلت له يا أبا إسحاق أتنشدني قولك في تبخيلك الناس كلهم فضحك وقال لي ها هنا قلت نعم .
فأنشدني .
( إن كنتَ مُتّخِذاً خليلاً ... فَتَنَقَّ وانتقِدِ الخليلاَ ) .
( مَنْ لم يكن لك مُنصِفاً ... في الوِدّ فابْغِ به بديلاَ ) .
( ولربَما سُئِل البخيلُ ... الشيءَ لا يَسْوَى فَتِيلا ) .
( فيقول لا أجد السَّبيلَ ... إليه يَكْرَهُ أن يُنِيلا ) .
( فلذاك لا جعَل الإِلهُ ... له إلى خيرٍ سبيلاَ ) .
( فاضْرِبْ بطَرْفك حيث شئتَ ... فلن ترى إلاّ بخيلاَ ) .
فقلت له أفرطت يا أبا إسحاق فقال فديتك فأكذبني بجواد واحد .
فأحببت موافقته فالتفت يمينا وشمالا ثم قلت ما أجد .
فقبل بين عيني وقال فديتك يا بني لقد رفقت حتى كدت تسرف .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثني هارون بن مخارق قال .
كان أبو العتاهية لما نسك يقول لي يا بني حدثني فإن ألفاظك تطرب كما يطرب غناؤك