( والرزق مقسومٌ على مَنْ تَرى ... ينالُه الأبيضُ والأسودُ ) .
قال فالتفت أبو العتاهية إليه فقال من هذا قالوا هذا الجماز وهو ابن أخت سلم الخاسر اقتص لخاله منك .
فأقبل عليه وقال يابن أخي إني لم أذهب حيث ظننت ولا ظن خالك ولا أردت أن أهتف به وإما خاطبته كما يخاطب الرجل صديقه فالله يغفر لكما ثم قام .
مخارق يغني بشعره .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني محمد بن أحمد بن خلف الشمري عن أبيه قال .
كنت عند مخارق فجاء أبو العتاهية في يوم جمعة فقال لي حاجة وأريد الصلاة فقال مخارق لا أبرح حتى تعود .
قال فرجع وطرح ثيابه وهي صوف وغسل وجهه ثم قال له غنني .
صوت .
( قال لي أحمدٌ ولم يدرِ ما بي ... أتُحِبّ الغداةَ عُتْبةَ حقَّا ) .
( فتنَّفستُ ثم قلتُ نعمْ حُبّاً ... جرى في العُروق عِرْقاً فعرقَا ) .
فجذب مخارق دواة كانت بين يديه فأوقع عليها ثم غناه فاستعاده ثلاث مرات فأعاده عليه ثم قام وهو يقول لا يسمع والله هذا الغناء أحد فيفلح .
وهذا الخبر رواية محمد بن القاسم بن مهرويه عنه .
وحدثنا به أيضا في كتاب هارون بن علي بن يحيى عن ابن مهرويه عن ابن عمار قال حدثني أحمد بن يعقوب عن محمد بن حسان الضبي قال حدثنا مخارق قال