اتهم سلما الخاسر بالبخل .
حدثني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني أحمد بن خلاد عن أبيه عن عبد الله بن الحسن قال .
أنشد المأمون بيت أبي العتاهية يخاطب سلما الخاسر .
( تَعالى اللَّه يا سَلْم بنَ عمروٍ ... أذلَّ الحِرصُ أعناقَ الرجالِ ) .
فقال المأمون إن الحرص لمفسد للدين والمروءة والله ما عرفت من رجل قط حرصا ولا شرها فرأيت فيه مصطنعا .
فبلغ ذلك سلما فقال ويلي على المخنث الجرار الزنديق جمع الأموال وكنزها وعبأ البدور في بيته ثم تزهد مراءاة ونفاقا فأخذ يهتف بي إذا تصديت للطلب .
أخبرني أحمد بن العباس العسكري المؤدب ومحمد بن عمران الصيرفي قالا حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني محمد بن أحمد بن سليمان العتكي قال حدثني العباس بن عبيد الله بن سنان بن عبد الملك بن مسمع قال .
كنا عند قثم بن جعفر بن سليمان وعنده أبو العتاهية ينشد في الزهد فقال قثم يا عباس أطلب الساعة الجماز حيث كان ولك عندي سبق فطلبته فوجدته عند ركن دار جعفر بن سليمان فقلت أجب الأمير فقام معي حتى أتى قثم فجلس في ناحية مجلسه وأبو العتاهية ينشده فأنشأ الجماز يقول .
( ما أقبحَ التَّزهِيدَ من واعظٍ ... يُزَهِّد الناسَ ولا يَزْهَدُ ) .
( لو كان في تزهيده صادقاً ... أَضحى وأمسى بيتُه المسجدُ ) .
( يخاف أن تنفَد أرزاقُه ... والرزق عند اللَّه لا ينفَدُ )