قال حدثني الخزرجي الشاعر قال حدثني عبد الله بن أيوب الأنصاري قال حدثني أبو العتاهية قال .
ماتت بنت المهدي فحزن عليها حزنا شديدا حتى امتنع من الطعام والشراب فقلت أبياتا أعزيه بها فوافيته وقد سلا وضحك وأكل وهو يقول لا بد من الصبر على ما لا بد منه ولئن سلونا عمن فقدنا ليسلون عنا من يفقدنا وما يأتي الليل والنهار على شيء إلا أبلياه .
فلما سمعت هذا منه قلت يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أنشدك قال هات فأنشدته .
( ما للجدِيدَيْن لا يَبْلى اختلافُهما ... وكلُّ غَضٍّ جديدٍ فيهما بالِي ) .
( يا مَنْ سلا عن حبيبٍ بعد مِيتته ... كم بعد موتِك أيضاً عنك مِنْ سالي ) .
( كأَنّ كلَّ نعيمٍ أنت ذائقُه ... من لذّة العيش يحكي لُمْعةَ الآلِ ) .
( لا تَلَعَبَنَّ بك الدنيا وأنت ترى ... ما شئتَ من عِبَرٍ فيها وأَمْثال ) .
( ما حِيلةُ الموت إلاّ كُلّ صالحةٍ ... أولاَ فما حِيلةٌ فيه لمُحتالِ ) .
فقال لي أحسنت ويحك وأصبت ما في نفسي ووعظت وأوجزت ثم أمر لي لكل بيت بألف درهم .
هو يشعر وإبراهيم الموصلي يغني والرشيد يطلق سراحهما .
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثنا العنزي قال حدثني أحمد بن خلاد قال حدثني أبي قال .
لما مات موسى الهادي قال الرشيد لأبي العتاهية قل شعرا في الغزل فقال لا أقول شعرا بعد موسى أبدا فحبسه .
وأمر إبراهيم الموصلي أن يغني فقال لا أغني بعد موسى أبدا وكان محسنا إليهما فحبسه .
فلما شخص إلى