( لم يُشْغَل الموتُ عنّا مذ أُعِدّ لنا ... وكلّنا عنه باللذّات مَشغولُ ) .
( ومَنْ يَمُتْ فهو مَقْطوعٌ ومُجْتَنَبٌ ... والحيُّ ما عاش مَغْشِيٌّ ومَوْصولُ ) .
( كُلْ ما بدا لك فالآكَالُ فانِيةٌ ... وكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدَّ مَأْكولُ ) .
قال ثم أنشدني عدة قصائد ما هي بدون هذه فصرت إلى أبي نواس فأخبرته فتغير لونه وقال لم خبرته بما قلت قد والله أجاد ولم يقل فيه سوءا .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني علي بن عبد الله بن سعد قال حدثني هارون بن سعدان مولى البجليين قال .
كنت مع أبي نواس قريبا من دور بني نيبخت بنهر طابق وعنده جماعة فجعل يمر به القواد والكتاب وبنو هاشم فيسلمون عليه وهو متكئ ممدود الرجل لا يتحرك لأحد منهم حتى نظرنا إليه قد قبض رجليه ووثب وقام إلى شيخ قد أقبل على حمار له فاعتنق أبا نواس ووقف أبو نواس يحادثه فلم يزل واقفا معه يراوح بين رجليه يرفع رجلا ويضع أخرى ثم مضى الشيخ ورجع إلينا أبو نواس وهو يتأوه .
فقال له بعض من حضر والله لأنت أشعر منه .
فقال والله ما رأيته قط إلا ظننت أنه سماء وأنا أرض .
رأي بشار فيه .
قال محمد بن القاسم حدثني علي بن محمد بن عبد الله الكوفي قال حدثني السري بن الصباح مولى ثوبان بن علي قال .
كنت عند بشار فقلت له من أشعر أهل زماننا فقال مخنث أهل بغداد يعني أبا العتاهية .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى المنجم إجازة قال حدثني علي بن مهدي