الجزري قال حدثني أحمد بن عبد الله قال .
كانت مرتبة أبي العتاهية مع الفضل بن الربيع في موضع واحد في دار المأمون .
فقال الفضل لأبي العتاهية يا أبا إسحاق ما أحسن بيتين لك وأصدقهما قال وما هما قال قولك .
( ما النَّاسُ إلا لِلكثيرِ المالِ أو ... لمُسَلَّطٍ ما دام في سُلْطانِه ) .
( فإذا الزمانُ رماهما بِبَليَّةٍ ... كان الثِّقاتُ هناك من أعوانِه ) .
يعني من أعوان الزمان .
قال وإنما تمثل الفضل بن الربيع بهذين البيتين لانحطاط مرتبته في دار المأمون وتقدم غيره .
وكان المأمون أمر بذلك لتحريره مع أخيه .
حبسه الرشيد بعد أن تنسك ثم أطلقه .
أخبرني عمي الحسن بن محمد قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال .
قال لي محمد بن أبي العتاهية كان أبي لا يفارق الرشيد في سفر ولا حضر إلا في طريق الحج وكان يجري عليه في كل سنة خمسين ألف درهم سوى الجوائز والمعاون .
فلما قدم الرشيد الرقة لبس أبي الصوف وتزهد وترك حضور المنادمة والقول في الغزل وأمر الرشيد بحبسه فحبس فكتب إليه من وقته .
صوت .
( أنا اليَومَ لي والحمدُ لله أَشْهُرُ ... يَرُوح عليّ الهَمُّ منكم ويَبْكُرُ ) .
( تَذَكَّرْ أمينَ الله حَقِّي وحُرْمتي ... وما كنتَ تُوليني لعلك تَذْكُرُ ) .
( لياليَ تُدْني منك بالقُرْبِ مجلسي ... ووجهُك من ماء البشابة يَقْطُرُ )