( فمَنْ ليَ بالعين التي كنتَ مرّةً ... إليّ بها في سالفِ الدهرِ تنظُرُ ) .
قال فلما قرأ الرشيد الأبيات قال قولوا له لا بأس عليك فكتب إليه .
صوت .
( أَرِقت وطار عن عَيْني النُّعاسُ ... ونام السامرون ولم يُوَاسُوا ) .
( أمينّ الله أَمْنُك خيرُ أمنٍ ... عليك من التُّقَى فيه لِباسُ ) .
( تُساس من السماء بكلّ بِرٍّ ... وأنت به تَسُوس كما تُساسُ ) .
( كأنّ الخَلْقَ رُكِّبَ فيه رُوحٌ ... له جَسَدٌ وأنت عليه رَاسُ ) .
( أمِينَ الله إنّ الحَبْسَ بأْسٌ ... وقد أرْسلتَ ليس عليك باسُ ) .
غنى في هذه الأبيات إبراهيم ولحنه ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى .
وفيه أيضا ثقيل أول عن الهشامي قال وكتب إليه أيضا في الحبس .
( وكَلَّفتَني ما حَلْتَ بيني وبينه ... وقلتَ سأبقي ما تُريد وما تهوى ) .
( فلو كان لي قلبان كَلّفتُ واحداً ... هواك وكلفت الخَليّ لما يَهْوَى ) .
قال فأمر بإطلاقه .
حدثني عمي قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني ثابت بن الزبير بن حبيب قال حدثني ابن أخت أبي خالد الحربي قال .
قال لي الرشيد احبس أبا العتاهية وضيق عليه حتى يقول الشعر الرقيق في الغزل كما كان يقول فحبسته في بيت خمسة أشبار في مثلها فصاح الموت أخرجوني فأنا أقول كل ما شئتم .
فقلت قل فقال حتى أتنفس .
فأخرجته وأعطيته دواة وقرطاسا فقال أبياته التي أولها