قلت لأبي العتاهية في أي شعر أنت أشعر قال قولي .
( الناسُ في غَفَلاتهمْ ... ورَحَا المنيّةِ تَطْحَنُ ) .
أنشد المأمون أحسن ما قاله في الموت .
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني يحيى بن عبد الله القرشي قال حدثني المعلى بن أيوب قال .
دخلت على المأمون يوما وهو مقبل على شيخ حسن اللحية خضيب شديد بياض الثياب على رأسه لاطئة فقلت للحسن بن أبي سعيد قال وهو ابن خالة المعلى بن أيوب .
وكان الحسن كاتب المأمون على العامة من هذا فقال أما تعرفه فقلت لو عرفته ما سألتك عنه .
فقال هذا أبو العتاهية .
فسمعت المأمون يقول له أنشدني أحسن ما قلت في الموت فأنشده .
( أَنساكَ مَحْياكَ المماتَا ... فطَلبْتَ في الدنيا الثَّباتَا ) .
( أَوَثِقْتَ بالدنيا وأنت ... ترى جَماعَتها شَتاتَا ) .
( وعَزمتَ منك على الحياةِ ... وطُولِها عَزْماً بتَاتا ) .
( يا مَنْ رأى أبَوَيْه فيمَنْ ... قد رأى كانا فماتا ) .
( هل فيهما لك عِبْرةٌ ... أم خِلْتَ أنّ لك انفِلاتا ) .
( ومَن الذي طَلَب التَّفَلُّتَ ... من مَنيّتِه ففاتا ) .
( كلٌّ تُصَبِّحه المنيَّةُ ... أو تُبَيِّتُه بَياتا ) .
قال فلما نهض تبعته فقبضت عليه في الصحن أو في الدهليز فكتبتها عنه .
نسخت من كتاب هارون بن علي بن يحيى قال حدثني علي بن مهدي قال حدثني الجاحظ عن ثمامة قال