لما حبس المهدي أبا العتاهية تكلم فيه يزيد بن منصور الحميري حتى أطلقه فقال فيه أبو العتاهية .
( ما قلتُ في فَضلِه شيئاً لأَمدحَه ... إلاّ وفضلُ يَزيدٍ فوقَ ما قلتُ ) .
( ما زِلتُ من رَيْبِ دهري خائفاً وَجِلاً ... فقد كفانِيَ بعدَ اللَّه ما خِفْتُ ) .
ارتجاله الشعر .
أخبرني يحيى بن علي إجازة قال حدثني علي بن مهدي قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد الله بن الحسن قال .
جاءني أبو العتاهية وأنا في الديوان فجلس إلي .
فقلت يا أبا إسحاق أما يصعب عليك شيء من الألفاظ فتحتاج فيه إلى استعمال الغريب كما يحتاج إليه سائر من يقول الشعر أو إلى ألفاظ مستكرهة قال لا .
فقلت له إني لأحسب ذلك من كثرة ركوبك القوافي السهلة .
قال فاعرض علي ما شئت من القوافي الصعبة .
فقلت قل أبياتا على مثل البلاغ .
فقال من ساعته .
( أيُّ عيشٍ يكون أبلَغ من عيشِ ... كَفافٍ قُوتٍ بقَدْر البلاغِ ) .
( صاحبُ البَغْي ليس يسلَمُ منه ... وعلى نَفْسه بَغَى كلُّ باغِي ) .
( رُبَّ ذي نِعمة تَعرَّضَ منها ... حائلٌ بينه وبين المَساغِ ) .
( أَبْلَغ الدهرُ في مَوَاعظِهِ بل ... زاد فيهنّ لي على الإِبلاغِ ) .
( غَبَنَتْني الأيَامُ عقلي ومالي ... وشَبابي وصِحّتي وفرَاغي ) .
مسلم بن الوليد يكبره بعد أن سمع غزله .
أخبرنا يحيى إجازة قال حدثنا علي بن مهدي قال حدثني أبو علي اليقطيني قال حدثني أبو خارجة بن مسلم قال