قال الشرقي في قول الناس حدأ حدأ وراك بندقة الطوسي بالكسر حدأ ويعقوب بفتح حدأ قال هو حدأ بن نمرة بن سعد العشيرة وهم بالكوفة وبندقة بن مظة وهو سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة وبندقة باليمن فأغارت حدأ على بندقة فنالت منهم ثم أغارت بندقة على حدأ فأبادتهم وقال الأصمعي قولهم هم في أمر لا ينادى وليده نرى أن أصله كان أن شدة أصابتهم حتى كانت لأم تنسى وليدها يعنى ابنها الصغير فلا تناديه ولا تذكره مما هم فيه ثم صارت مثلا لكل شدة وقال أبو عبيدة أي هو أمر عظيم لا ينادى فيه الصغار بل الجلة وقال الكلابي قولهم لا ينادى وليده يقال في موضع الكثرة والسعة أي متى أهوى الوليد بيده إلى شيء لم يزجر عنه لئلا يفسده من كثرة الشيء عندهم وقولهم ما يعرف قبيله من دبيره القبيل من الفتل ما أقبلت به إلى صدرك والدبير ما أدبرت به عن صدرك وقولهم أعرابي جلف أصله من أجلاف الشاة وهي الشاة المسلوخة بلا قوائم ولا رأس ولا بطن وقولهم قد خاس البيع والطعام وأصله من خاست الجيفة في أول ما تروح فكأنه كسد حتى فسد وقولهم لا تبلم عليه أي لا تقبح عليه وأصله من أبلمت الناقة إذا ورم حياؤها من شدة الضبعة وقولهم قد أبلم الرجل إذا ورمت شفتاه وقولهم توحش للدواء أي أخل جوفك من الطعام ويقال بات الرجل وحشا إذا لم يطعم شيئا وبتنا أو حاشا وقد أوحشنا مذ ليلنا أي ذهب زادنا .
قال حميد .
( وإن بات وحشا ليلة لم يضق بها ... ذراعا ولم يصبح لها وهو خاشع )