فقرأ عليه يومًا كتابًا وفي الكتاب ( ومُطِرْنَا مطراً كثُرَ عنه الْكَلاْ ) فقال له الخليفة ممتحنًا له : وما الكلأ فتردَّدَ في الجواب وتعثّر لسانه ثم قال : لا أدري فقال : سَلْ عنه ومن مقامِ آخَرَ في مِثْل حالة قرأ على بعض الخلفاء كتابًا ذُكر فيه ( حاضرُ طَيِّءٍ ) فصحَّفه تصحيفاً أضحك منه 8 الحاضرين ومن قولِ آخَرَ في وصفِ بِرْذَوْنٍ أهداه ( وقد بعثتُ به إليك أبيضَ الظهر والشفتين ) .
فقيل له ولو قلت أرْثَمَ أَلْمَظَ قال : فبياضُ الظهر ما هو قالوا : لا ندري قال : إنما جهلتُ من الشفتين ما جهلتم من الظهر ولقد حضرتُ جماعة من وجوه الكتَّاب والعمال العلماء بتحلّب الفَيْء وقتل النفوس فيه وإخراب البلاد والتوفير العائد على السلطان بالخُسْران المبين وقد دخل عليهم رجلٌ من النَّخَّاسين ومعه جاريةٌ رُدّت عليه بسنّ شاغية زائدة فقال : تبرأتُ إليهم من الشَّغَا فرَدُّوها عليَّ بالزيادة فكَمْ في فم الإنسان من