ويقولون : ( ما به قَلَبَة ) قال الفَرّاء : أصله من القُلاَب وهو داء يصيب الإبل وزاد الأصمعي : يشتكي البعيرُ منه قَلْبَه فيموت من يومه فقيل ذلك لكل سالم ليست به علة يُقَلّبُ لها فَيُنْظَر إليه قال الراجز : .
( 53 وَلَمْ يُقَلّبْ أرْضَهَا الْبَيْطَارُ ... وَلاَ لحبْلَيْهِ بِهَا حَبَارُ ) .
الْحَبَارُ : الأثَرُ أي : لم يقلِّب قوائمها من علة بها .
وقد كان بعضهم يقول في قولهم ( ما به قَلَبة ) أي : ما به حَوَل قال أبو محمد عبد الله : هذا هو الأصل ثم استعير لكل سالم ليست به آفة .
ويقولون : ( فُلاَنٌ نَسِيجُ وَحْدِه ) وأصله أن الثوب الرفيع النفيس لا ينسج على منوالِ غيرِه وإذا لم يكن نفيساً عُمِلَ على منواله سَدَى عِدَّة أثواب فقيل ذلك لكل كريم من الرجال .
ويقولون : ( لَئِيمٌ رَاضِعٌ ) وأصله أن رجلا كان يَرْضَع الغنم والإبل ولا يحلبها لئلا يُسْمَع صوت الحَلْبَ فقيل ذلك لكل لئيم من الرجال إذا أرادوا توكيد لؤمه والمبَالَغَةَ في ذمه .
ويقولون : ( هُوَ عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ ) قال ابن 54 الكلبي : هو الْعَدْل بن جَزْء بن سَعْد العشيرة وكان ولىَ شُرْطة تُتبع وكان تُبّع إذا أراد قَتْلَ رجلٍ دفعه إليه فقال الناس : ( وُضِعَ عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ ) ثم قيل ذلك لكل شيء قد يُئس منه