وقولهم ( مرحباً ) أي : أتيْتَ رُحْباً أي : سَعَة ( وأهلا ) أي : أتيت أهلا لا غُرَبَاء فَأنَسْ ولا تستَوْحِشْ ( وسَهْلاً ) أي : أتيت سهلا ولا حَزْناً وهو في مذهب الدعاء كما تقول : لقيتَ خيرًا . باب تأويل كلامٍ من كلامِ الناس مُستعملٍ .
يقولون : ( حَلَبَ فُلاَنٌ الدَّهْرَ أشْطُرَه ) أي : مَرَّت عليه صُرُوفُهُ من خيره وشره وأصله من أخْلاَفِ الناقة ولها شَطْرَان : قَادِمَان وآخِرَان فكل خِلْفَين شَطْر .
ويقولون : ( ما بفلان طِرْق ) أي : ما به قُوّة 52 وأصل الطِّرْق الشحم فاستعير لمكان القوة لأن القوة أكثر ما تكون عنده .
ويقولون : ( ادْفَعُهُ إليهِ بِرُمَّته ) وأصله أن رجلا دفع إلى رجل بعيراً بحَبْلٍ في عنقه والرُّمَّة : الحبل البالي فقيل ذلك لكل مَنْ دفع شيئاً بجملته لم يحتبس منه شيئاً يقول : ( ادْفَعه إليه برُمَّته ) أي : كُلَّهُ . وهذا المعنى أراد الأعشى في قوله للخَمَّار : .
( فَقُلْتُ لَهُ : هذِهِ هاتِهَا ... بِأَدْمَاءَ فِي حَبْلِ مُقْتَادِهَا ) .
أي : بِعْنِي هذه الخمر بناقة برُمّتها