أن يطالع شيئاً من تقويم الكواكب وينظر في شيء من القضاء وَحَدِّ المنطق ثم يعترض على كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه وعلى حديث رسول الله A بالتكذيب وهو لا يدري مَنْ نَقَلَهُ قد رَضِيَ عِوَضًا مِنَ الله ومما عنده بأن يقال ( فلان لطيف ) .
3 - و ( فلان دقيق النظر ) يذهب إلى أن لُطْفَ النظر قد أخرجه عن جملة الناس وبلغ به عِلَمْ ما جَهِاوه فهو يدعوهم الرَّعاع والغُثَاء والغُثْرَ وهو لعمرُ الله بهذه الصفات أوْلى وهي به ألْيَقُ لأنه جهل وظَنَّ أنْ قد عَلِم فهاتان جَهَالتان ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم يجهلون . ولو أن هذا المُعْجَب بنفسه الزارِيَ على الإسلام برأيه نظر من جهة النظر لأحْيَاهُ الله بنُورِ الهدى وثَلَجِ اليقين ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب وفي أخبار الرسول الله وصحابته وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها فَنَصَب لذلك وعَادَاهُ وانحرف عنه إلى علم قد سَلَّمه له ولأمثاله المسلمون وقلَّ فيه المتناظرون له ترجمةٌ تروق بلا معنى واسم يهول بلا جسم فإذا سمع الغُمْرُ والحدَثُ الغِرُّ قولَه : الكَوْن والفساد وسَمْع الكيانِ والأسماءَ المفردةَ والكيفيةَ