: إن العبير أخلاط تجمع بالزعفران ولا أرى القول إلا ما قال الأصمعي لقول رسول الله للمرأة : ( أَتَعْجِزُ إحْدَاكُنَّ أَنْ تَتّخِذَ تُوْمَتَيْنِ ثمَّ تَلْطَخَهُمَا بِعَبِيرٍ أوْ وَرْس أو زعفران ) ففرق بين العبير والزعفران والتّوْمة : حَبَّة تُعْمَل من فضة كالدُّرَّة .
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الناس ( خرجنا نتنزَّه ) - إذا خرجوا إلى البساتين - إلى الغَلَطِ وقال : إنما التنزه التباعد عن المياه والريف ومنه يقال ( فلان يتنزه 40 عن الأقذار ) أي : يُبَاعد نفسه عنها ( وفلان نزيهٌ كريمٌ ) إذا كان بعيداً عن اللؤم وليس هذا عندي خطأ لأن البساتين في كل مصر وفي كل بلد إنما تكون خارج المصر فإذا أراد الرجل أن يأتيها فقد أراد أن يتنزه أي : يتباعد عن المنازل والبيوت ثم كَثُرَ هذا واستعمل حتى صارت النزهة القعود في الْخُضَرِ والجِنَانِ .
ومن ذلك ( الأعجميُّ والعجميُّ ) ( والأعرابيُّ والعَربيُّ ) لا يكاد عوامُّ الناس يفرقُون بينهما فالأعجمي : الذي لا يُفْصِح وإن كان نازلا في البادية والعجميُّ : المنسوبُ إلى العجم وإن كان فصيحاً والأعرابي : هو البدوي وإن كان بالحضر والعربيُّ : المنسوب إلى العرب وإن لم يكن بَدَويا .
ومن ذلك ( إشْلاَء الكَلْب ) هو عند الناس إغراؤه بالصيد وبغيره مما تريد أن يحمل عليه وذلك غلط وإنما إشْلاَء الكلب أن تدعُوَهُ إليك وكذلك الناقة والشاة قال الراجز :