منها قوله جل اسمه ( فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم ) قالوا معناه ناديناه والواو زائدة ومنها قوله تعالى ( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت ) قالوا معناه إذا السماء انشقت إذا الأرض مدت فتكون إذا الثانية خبرا عن إذا الأولى كما تقول وقت يقوم زيد وقت يقعد عمرو وأجازوا أيضا في هذه الآية أن يكون التقدير إذا السماء انشقت أذنت لربها ومنها قوله عز اسمه ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ) تقديره عندهم حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها واحتجوا لجواز ذلك بقول الشاعر .
( حتى إذا امتلأت بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبوا ) .
( وقلبتم ظهر المجن لنا ... إن الغدور الفاحش الخب ) .
معناه عندهم قلبتم ظهر المجن لنا فأما أصحابنا فيدفعون هذا التأويل البتة ولا يجيزون زيادة هذه الواو ويرون أن أجوبة هذه الأشياء محذوفة للعلم بها والاعتياد في مثلها وتأويل ذلك عندنا على معنى فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا أدرك ثوابنا