وإنما وقع الإخبار عنهم وهم غير مشاهدين فإذا لم يجز أن يكون في الكلام ما ينصب حالا لم يجز على شيء منه ولأن ( ثلاثة ) أيضا نكرة وسبيل الحال أن تأتي بعد المعرفة هذا هو الغالب من أمرها والأسير في أحكامها إلا أن يجيء ذلك شاذا أو على ضرورة أو قلة من الكلام وليست هنا ضرورة ولا ظهور نصب يحتمل له إجراء الحال على النكرة .
فإن قلت فاجعل ( رابعهم كلبهم ) مبتدأ وخبرا واجعل الجملة المنعقدة منهما وصفا ل ( ثلاثة ) كما تقول هم ثلاثة غلامهم أبوهم .
فذلك عندنا في هذا الموضع غير سائغ ولا مختار وإن كان في غير هذا الموضع جائزا والذي منع من إجازته هنا وضعفها أن الجملة التي في آخر الكلام فيها واو العطف وهو قوله D ( ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ) فكما ظهرت الواو في آخر الكلام فكذلك والله أعلم هي مرادة في أوله لتتجنس الجمل في أحوالها والمراد بها فكأنه والله أعلم سيقولون ثلاثة ورابعهم كلبهم ويقولون خمسة وسادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم إلا أن الواو حذفت من الجملتين المتقدمتين لأن الذي فيهما من الضمير يعقدهما بما قبلهما لا عقد الوصف ولا عقد الحال لما ذكرناه ولكن عقد الإتباع لا سيما وقد ظهرت الواو في الجملة الثالثة فدل ذلك على أنها مرادة في الجملتين المتقدمتين .
واعلم أن هذه الواو وما بعدها إذا أريد بالجميع الحال في موضع نصب بما قبلها من العوامل التي يجوز لمثلها نصب الحال فقولك أقبل أخوك وثوبه نظيف في موضع أقبل أخوك نظيفا ثوبه فكما تنصب نظيفا