فأما قوله تعالى ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) فلا يجوز أن يكون ( رابعهم ) وصفا ل ( ثلاثة ) على أن يكون ( كلبهم ) رفعا برابع كما تقول عندي غلام ضاربه زيد فترفع ضاربه لأنه وصف لغلام وترفع زيدا بفعله وهو الضرب من قبل أن ( رابعهم ) في هذا الموضع وإن كان اسم فاعل فإنه يراد به الماضي وإذا كان اسم الفاعل ماضيا في المعنى لم يجز أن يعمل عمل الأفعال لا رفعا ولا نصبا ألا ترى أنك لا تقول هذا رجل قائم أمس أخوه على أن ترفع الأخ بفعله وهو القيام كما لا يجوز أن تقول هذا رجل غلام أخوه فترفع الأخ بفعله وتجعل الغلام فعلا له لأن اسم الفاعل إذا أريد به الماضي جرى مجرى غلام وفرس ورجل وما لا معنى فعل فيه فقد بطل إذن أن يرفع ( كلبهم ) بما في ( رابعهم ) من معنى الفعل إذ كان ( رابعهم ) يراد به هنا المضي ولا يجز أيضا أن يرتفع ( رابعهم ) بالابتداء ويجعل ( كلبهم ) خبرا عنه على أن تكون الجملة حالا ل ( ثلاثة ) لأنك لو فعلت ذلك لم تجد للحال ما ينصبها ألا ترى أن التقدير سيقولون هم ثلاثة وليس في قولك هم ثلاثة ما يجوز أن ينصب على الحال .
فإن قلت فهلا جعلت تقديره هؤلاء ثلاثة فنصبت الحال بعدها بما في هؤلاء من معنى التنبيه كما تقول هؤلاء إخوتك قياما .
فذلك محال هنا لأنهم لم يكونوا مشاهدين ولو كانوا مشاهدين لما وقع التشكك في عدتهم أو لا ترى أن في الآية ( رجما بالغيب )