كانت للحال نحو قوله تعالى ( يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) أي يغشى طائفة منكم إذ طائفة في هذه الحال وهذه الواو أيضا الدالة على معنى الحال غير معراة من معنى الجمع ألا ترى أن الحال مصاحبة لذي الحال فقد أفادت إذن معنى الاجتماع وهذا كله تلخيص أبي علي وعنه أخذته .
وأما الواو التي بمعنى مع فقولهم استوى الماء والخشبة وجاء البرد والطيالسة وما زلت أسير والنيل أي مع النيل وكيف تكون وقصعة من ثريد أي مع قصعة ولو خليت والأسد لأكلك أي مع الأسد ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها أي مع فصيلها وكيف تصنع وزيدا أي مع زيد واجتمع زيد وأبا محمد على حفظ المال ومن أبيات الكتاب .
( فكونوا أنتم وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطحال ) .
أي مع بني أبيكم فلما حذف مع وأقام الواو مقامها أفضى الفعل الذي قبل الواو إلى الاسم الذي بعدها فنصبه بوساطة الواو وذلك أن الواو قوته فأوصلته إليه وقد استقصيت هذا الفصل في حرف الباء من كتابنا هذا .
وأما الواو التي للحال فنحو قولك مررت بزيد وعلى يده باز أي مررت به وهذه حاله ولقيت محمدا وأبوه يتلو أي لقيته وهذه حاله