ونظرت إلى سعيد وسيفه على كتفه أي نظرت إليه وهذه حاله ولا يقع بعد هذه الواو إلا جملة مركبة من مبتدأ وخبر لو قلت كلمت محمدا وقام أخوه وأنت تريد معنى الحال لم يجز إلا أن تريد معنى قد فكأنك قلت كلمت محمدا وقد قام أخوه وذلك أن قد تقرب الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه أو تكاد ألا تراهم يقولون قد قامت الصلاة قبل حال قيامها وإنما جاز ذلك لمكان قد وعلى هذا قول الشاعر .
( أم صبي قد حبا أو دارج ... ) .
فكأنه قال أم صبي حاب أو دارج وتأولوا قوله عز اسمه ( أو جاؤكم حصرت صدورهم ) على معنى قد حصرت صدورهم وذهب آخرون إلى أن تقديره أو جاؤوكم رجالا أو قوما حصرت صدورهم ف ( حصرت صدورهم ) الآن في موضع نصب لأنها صفة حلت محل موصوف منصوب على الحال على أن في هذا بعض الضعف لإقامتك الصفة مقام الموصوف وهذا مما الشعر وموضع الاضطرار أولى به من النثر وحال الاختيار وإذا وقعت هذه الجملة بعد هذه الواو كنت في تضمينها ضمير صاحب الحال وترك تضمينها إياه مخيرا فالتضمين كقولك جاء زيد وتحته فرس وترك التضمين كقولك جاء زيد وعمرو يقرأ وإنما جاز استغناء هذه الجملة عن ضمير يعود منها إلى صاحب