فالجواب أن الجر بعد هذه الواو إنما هو ب رب المرادة المحذوفة تخفيفا لا بالواو ويدل على ذلك أنها في غير هذه الحال من العطف إنما هي نائبة عن العامل دالة عليه وليست بمتولية للعمل دونه وذلك قولك قام زيد وعمرو ورأيت زيدا وبكرا ومررت بسعيد وخالد فلو كانت ناصبة لم تكن جارة وهي بلفظ واحد وكذلك لو كانت الواو رافعة لم تكن جارة ويدلك على أن العمل فيما بعد حرف العطف إنما هو لما ناب الحرف عنه ودل عليه من العوامل إظهارهم العامل بعده في نحو ضربت زيدا وضربت بكرا ونظرت إلى جعفر وإلى خالد فالعمل إذن إنما هو للعامل المراد لا الحرف العاطف .
فإن قلت فما بالك تقول والله لأقومن فتبدل الواو من الباء في قولك بالله لأقومن وأنت تزعم أن الجر بعد واو القسم إنما هو للواو نفسها لأنها نائبة عن الباء وبدل منها فهلا زعمت مثل ذلك في الواو إذا كانت عاطفة .
فالجواب أن بين الموضعين فرقا وذلك أن الواو في القسم إنما هي بدل من الباء وواقعة موقعها وليست الباء مقدرة بعد الواو كما يقدر العامل بعد حرف العطف ألا ترى أن من قال قام زيد وقام عمرو فأظهر العامل بعد حرف العطف لم يجز على وجه من الوجوه أن يقول وبالله لأقومن على أن تكون الواو للقسم وإنما هي ههنا عطف وحرف القسم الموصل له إنما هو الباء بعد الواو وليست الواو ههنا للقسم وأما حرف العطف فهو مع إظهار العامل بعده وحذفه جميعا حرف